الاثنين، 27 فبراير 2017

الفن .. رسالة الشعوب الأولى

الفن رسالة الشعوب الأولى واليمن .. مركز الإشعاع والثقافه والفن في العالم القديم بينما كانت كل هذه الشعوب التي تحكم وتسود الآن شعوبا لقيطه وانا هنا لأتحدث عن الفن .. الفن الذي تعتق في عروقنا بطعم عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وابوبكر سالم وسكرنا لسنين بصوت فيروز وام كلثوم .. مروراً بأحمد فتحي ومرسال كرامه وايوب طارش وفيصل علوي واحمد قاسم وعمار .. وكل رعشه ، وموال يماني نادر قل مثيله .. الفن الحضرمي واللحجي والصنعاني واليافعي واليهودي ، ولم تخلو ساعة من اوقات الملل والسأم من العود والوتر الذي يسابق شعورنا المكلوم منذ الأزل .. ولابد من الإعتراف بأننا نحن اليمنيون أخفقنا في تمثيل هويتنا اليمنية في هذا الزمن واننا لم نظهرها بحضارتها الرفيعه ومعانيها السامية الى العالم .. واننا رغم اصالة الماضي وعراقته ورغم كنوز الأجداد وثراهم الفني والأدبي والعلمي والحضاري والديني الباذخ .. ورغم كنوز الطاقه والمعادن الذي انعم الله بها علينا .. تخلفنا في العلم والفن وفي الإقتصاد والسياسة وفي الأخذ بالشورى والإنسجام والتعايش ومبادئ الأخوة .. نقول اننا نحن الأنصار الذين خصهم الله بالإيثار .. ونحن احفاد بلقيس واهل سبأ وورثة ملوك حمير و نقوش غمدان وقصور مأرب .. وبلا فخر ... لكن كيف حدث وأصبحنا اكثر الأمم امية وكيف خرجت منا طوائف العنف ورسل الدمار ونعاة الحرب لتشوه وجه هذا البلد الجميل والسعيد والطيب .. وكيف انقادت لمروجي الفتن وتجار الموت لتلعب هذا الدور القذر في تخريب كل شيء جميل فيه .. كيف حدث ان اصبحنا اكثر البلدان جهلا بهذه الحقائق .. لابد اذن ان نعترف اننا نحمل اثم تخلف هذا الوطن .. الم يأمرنا الله بالتعاون والتآلف والتآخي فتفرقنا وتجزأنا ولم نتفق على رؤية واحدة نبني بها هذا الوطن .. الم يأمرنا الله بالإجتهاد في فهم ديننا فكان اول ما فعلناه تكفير المجتهدين .. الم يكن دين الإسلام وسنته هما وسطية وإعتدال ورأفه ومحبة ، فأخذنا انفسنا بأقصى التطرف وشددنا واختلفنا وتعصبنا للقبيلة والطائفه والحزب وكفرنا من خالفنا وادخلناه الى نار جهنم .. ثم خطيئتنا الكبرى وقد احاطتنا المحن من كل جانب .. لم نلتق على كلمة ولم نتحد على موقف او نتوصل الى حل وقد فقدنا الإحساس بالوطنية والأخوة والقومية وفقدنا روح الإسلام والتسامي وروح الجماعة .. ماذا تساوي الدنيا وماهي الحياة اذا كنا نحن ابناء الوطن الواحد والدين الواحد واللغة الواحدة نعيش في فرقة وشتات وخصام ومواجع واعداؤنا من اصحاب الديانات المحرفه والعقائد الفاسدة واللغات المختلفه اكثر تقبلا منا وتعايشا لبعضهم .. واكثر مهارة في توحيد صفوفهم واكثر اتحاداً في كفرهم من اتحادنا في اسلامنا .. لذا صار الحديث عن الفن .. عفن .. في واقع سياسي متعفن يفرق ملايين الناس بينما يجتمع قوادوه على موائد التقاء المصالح .. فأصبحت صورة اليمني في الإعلام الخارجي هو وحش ومخرب ومتعصب ورجعي وجاهل ومتخلف وعدو للحضارة وعميل للإرهاب .. رسالة الإسلام وسماحته عجزنا عن تقديمها بصوره تعكس مدى توحدنا واجتماعنا على كلمة سواء .. فهل تعجز رسالة الفن .. ؟ أمس وانا اطالع ردود الفعل على برنامج عرب آيدول الذي لم يتأهل الفنان اليمني عمار العزكي للحصول على اللقب .. لقب ماذا .. ؟ لا ادري .. من بداية البرنامج لم اتابعه .. ولم اكن يوما ممن يشجع الغناء ولست ايضاً ممن يكفر أهله .. فكما ان هناك مغنٍ فاحش .. هناك للأسف شيخ مجرم وطاغية .. ولو ان ابن مسعود اطلق بحكم اجتهاده .. لهو الحديث على الغناء .. فإن كبير منافقي ذلك الزمان كان لا يجرؤ على التخلف عن صلاة الفجر في جماعة .. وهذا يدل على انه مان مجتمع رباني خالص ونقي لو عقدنا مقارنه بينه وبين زماننا هذا لأتضح لنا ان ألافاً من اصحاب اللحى وأئمة الأموال والأهواء ودعاة التفرقه لهم الدور الأكبر في الإساءة الى الإسلام وتشويه صورته .. اعود للحديث عن الفن .. الفن الهادف .. ملتزم الكلمة .. رسالته رسالة سلام ومحبة اكان إنشاداً او إلقاءً او غناء .. هالني ما قرأت من جدل فضيع وعقيم ومؤسف حول عمــــار .. وكأن الأفكار اليمنية انقسمت كالعادة حول اي قضية .. وسارعت كل فكرة الى جحر حزبها .. فكان الحزب الناصري يقول : .. خسارة عمار ندركها منذ البداية .. وذلك يعود الى جذوره المرتبطه بحزب الإصلاح الإسلامي ، ومحاولته الهيمنه على المشهد الفني واستفراده بالنجومية دون إشراك آخرين من قوى اليسار .. اما حزب الإصلاح بأعلى صوته يقــول : نحن اعلنا دعمنا للشبل عمار حين خاض تجربته الأولى في مسابقة منشد الشارقه .. الذي اشرف على ذاك الموسم اخونا في الله ابو راتب .. لكنه فاجأنا بظهوره الغريب في برنامج نانسي .. كان خيرٌ له ان يعمل في تنظيف المجاري من ان يشوه بسمعة الإصلاح كما شوهت من قبله توكل كرمان .. ورغم ذلك رفعنا ايدينا الى السماء ودعونا له بالهداية .. حزب المؤتمر أشفى غليله وأبان عن حقده الدفين وقال : مادام والعزكي شارك في ثورة الشباب وظهر عدة مرات في قناة سهيل .. فهو اخواني منفتح زيادة .. ويستحق الخسارة بجدارة .. وندعوه للعودة الى جادة الصواب واعلانه التخلي عن المطاوعه .. اما السلفيون .. زاد الله في ايمانهم سارعوا في الإفتاء واستعجلوا في النداء فقالوا : ان مشاهدة البرنامج السافر الهابط عرب آيدول من الكبائر .. ولا عذر لمن شاهد او صوت او روج لهذا الإنحلال الفاضح .. وما خسارة العزكي الا احدى عقوبات الله .. وانتظروا انا منتظرون .. الإخوة الجنوبيين كالعادة جهروا بعنصريتهم وقالوا : هذه صفعة قوية وضربة قاضية للشماليين جراء عدم احراز الدحباشي صاحب المحويت المرتبة الأولى في البرنامج .. ونعتبرها خطوة مشجعة في طريق استقلال الجنوب . اما جماعة الحوثيين وانصارهم فقد ثارت ثورتهم وقامت قائمتهم وتساءلوا عن قيمة الأموال التي صرفت للتصويت لعمار .. الم يكن من الأولى ان تنفق في سبيل المجهود الحربي ويدخلون ايديهم في جيوب اكواتهم .. ثم ماهذا الفن الذي تتحدثون عنه .. ان هذا الصوت يصلح للزوامل التي تعين على الجهاد .. وتؤازر المرابطين في الجبهات وقال سيدهم وقائدهم يا ويح هذا العزكي الذي يدعونا الى انهاء الحرب .. ان ابن المحويتية اليوم يناشد العالم بإيقاف الحرب من داخل دولة وقفت في صف العدوان الأمريكسعودي الغاشم .. لكننا نقول له .. سنحارب جيلا بعد جيل حتى تقوم الساعة ويبعث الحسين من قبره ، فالحرب لم تبدأ بعد .. عمار العزكي .. شخصيا احببت صوته كانت اناشيده في منتهى العذوبه التي تهتز لسماعها القلوب .. صحيح عمار خرج من اطار الأنشودة التي قيدت في عقول الكثير انها تعني فقط الأيمان والتقوى .. ولا تعالج قضايا مجتمعية .. فنسبت لأحزاب وفئات معينه .. خرج عمار من نطاق الأنشودة .. لكن من قال لكم انه خرج من الإسلام .. صدح عمار بصوته بإسم اليمن اجمع .. ليخبر الجميع .. انا يمني .. يمني امثل اليمن بأكمله .. انا لا انتمي لحزب ولست تابع لأحد .. لم يقل .. يكفي انقلاب في اليمن .. ولا قال يكفي عدوان على اليمن .. فنحن " افتلخنا " بين هاتين العبارتين منذ ثلاث سنوات ولم نجني الا مزيد من واقع احمر .. عمار قال .. يكفي حرب .. تعبنا .. اتغربنا .. اتبهذلنا كثير شوفوا لنا حـــل .. لو ان هذه الكلمات فقط من محاسنه .. تحسب له .. لغطت كل عيوبه ومساوءه .. اتحدى تجار الدماء والدمار يقولونها .. وحدهم التبعيون وحدهم المتعصبون وحدهم مافيا الحروب من تستفزهم الحياة .. ويستفزهم الفن والفرح والثقافة والإبداع .. يقحمون السياسة في كل شيء .. الحرب ذنبهم هم وليست ذنب عمار .. وما احدثته من فقر والم .. وليس ذنب الملايين التي اهدرت في التصويت له .. ولا ذنبه انه جاء في هذا التوقيت .. المتفلسفون .. صدقوني لو اهتم تجار الحروب بالفن والإبداع وخرج المتشددون من قوقعتهم المظلمه وشاهدوا الدنيا والعالم .. وتركوا المناكفات والنزاعات وكان لهم اي توجه فني او ثقافي او عملي لما كان هناك حرب ولا وجع قلب .. اخيــراً .. من وجهة نظري من ينتقد عمار يحتاج لـ 11 سنة من الفهم والإستيعاب .. ليفهم فقط .. السبب الذي اخرج عمار من اطار الأنشودة والمديح الى مسرح عرب آيدول .. إياكم والتكفير .. اذهبوا وانتقدوا الحرب والقتلة .. توجهوا بفتاويكم لقادة الأحزاب وأقرأوا عليهم حديث رسول الله .. عليه الصلاة والسلام .. " لهدم الكعبة حجراً حجراً اهون عند الله من اراقة دم امرءٍ مسلم " وليد الشواقبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

هي الحربُ

هي الحربُ لن أحتاجَ إلَّا ذخائـري لأقضي على خصمي وأحمي مُناصِري . قِمــارٌ هي الدنيا وحربٌ قميئةٌ  فمن فاز فيها فاز فوز المُقــامِرِ . وسر...